ملاحظة حلقات مناجاه – الحلقة الأولى – ناهد سند


أشفقتك عليكَ من غدرات الزمانِ وعلمتك كيف تحتويني , اختبئت بين ذراعيكَ رغماً عنكَ وسئمت ردودَ قلبِك عني بأنني .. أخونُ العهدَ , فلم أخن ولكنَّكَ لم تعرف معنى الهوى حين اعتراني جنوني .

أنتَ الذي خنتَ حينما رأيت الدنيا حيالَكَ وتركت ملة قلبي وازيَّنت لكْ , فهل رأيتني أحول بينَكَ وبينها .. ما خنتَ يا روحي ويا عهدي , ما خنتُ .. بل أنتَ الذي خنتَ عهدنا حين اعترتكَ الظنونِ .

هيا حبيبي لا تلم ولا تنظر ورائَكَ فإن الناظرَ لها سوفَ يعتريهِ الجنونِ .

هيا ننهل من رحيق الحب عسلاً صافياً لا يشوبُه زيفٌ ولا مجونِ .

أرانا نسيرُ في حديقةِ حبِنا مزهرةٍ ألوانُها بديعةُ وكأننا في جنة الخلدِ ولكنهُ خلدَ الهوى والحنينِ .

ويكأني أخافُ الهوى فإنهُ ما جُنَّ قيسٌ ولا هوى إلا حين ارتدى قميصَ زليخةَ حين جذبتهُ لروحها واشتمت روائح روحِهِ فانجذبت لليلَ الغرامِ الحزينِ .

يا عاشقين ليلى ألا فاستقبلوني بنَوحةٍ فإني يريحَني نوحُ الغرامِ ويبكيني الشجونِ .

لا لستُ مجنوناً .. بلى بلى .. مجنونَكم أنا , نعم .. مجنونَكُم , فأريحوني بقُبلَةٍ تُذهِبَ غيظَ قلبي وتُخفي ذلِكَ الولهُ الذي شق روحي خمسونَ نصفاً واحداً .. آتوني زبر الحديثِ ثُمَ انفخوا فلتلهبوا رُوحي إشعالاً ولتفرغوا قِطر الحديدِ عليه ليقدرَ ذلكَ المسكينُ على حملِ رُوحِهِ وليقفُ حداداً على كل من خانَ العهدَ وظنَّ الهوى فيضاً من الهراءاتُ . ولتهيئوا له مقصلةُ الغرامِ ولتقيموا له الأفراحَ قبل أن تقيموا عليه الحدَ ولتبشروهُ بالجنةِ التي لطالما خان من أجلِها ولتفتحوا أبوابَ الجحيمَ لأجلِهِ ليختارَ جحيمَ الهوى أمْ .. جنةِ الجنونِ .

اذا كنت استفدت فلا تبخل علينا بكلمة شكر أو اضغط زر الإعجاب- لا تحتاج للتسجيل او لكتابة اميلك للتعليق